اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني الموسع، يوم الخميس الماضي، أنه "لسنا دولة مستعبدة للولايات المتحدة"، وفق ما نقل موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأربعاء، عن ثلاثة مصادر حضرت الاجتماع.
وجاءت أقوال نتنياهو غداة تحذير الرئيس الأميركي، جو بايدن، من اجتياح واسع لرفح ودلّت، حسب "واللا"، على مزاج نتنياهو وتوجهه الصدامي تجاه بايدن وعلى الحضيض الذي وصلت إليه العلاقات بين الاثنين.
وتصاعد التوتر بين نتنياهو وبايدن، قبل أسبوعين، بعدما قرر الأخير وقف شحنة أسلحة مؤلفة من 3500 قنبلة لطائرات حربية وكانت محملة على سفينة بانتظار نقلها إلى إسرائيل، وتم إنزال عشرات الحاويات عن السفينة، بهدف تحذير نتنياهو من اجتياح رفح، التي يتواجد فيها أكثر من مليون نازح.
ونقل "واللا" عن مصدرين إسرائيليين مطلعين قولهما إن نتنياهو ومستشاره الأقرب ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، فوجئا من قرار بايدن بوقف إرسال الشحنة وتحذير إسرائيل علنا من اجتياح رفح.
وقال مسؤول أميركي إن بايدن ومستشاريه قالوا خلال محادثات مع نتنياهو وديرمر، في الأسابيع التي سبقت وقف شحنة الأسلحة، إن سيتم إيقاف شحنة الأسلحة إذا استمرت إسرائيل بدفع اجتياح لرفح، وفقا لـ"واللا".
لكن ديرمر، الذي تولى منصب السفير في واشنطن خلال ولايتي الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب، قال لنتنياهو إن بايدن "لن يجرؤ" على الإدام على خطوة كهذه، وفقا لمصدر إسرائيلي مطلع.
وشبّه نتنياهو خلال خطابه في الكابينيت المواجهة بينه وبين بايدن حول رفح بقرار رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول، دافيد بن غوريون، بإعلانه عن قيام إسرائيل، في العام 1948، رغم معارضة وزير الخارجية الأميركي حينها، جورج مارشال.
وذكر نتنياهو أيضا خطابه في الكونغرس، في العام 2015، الذي عارض فيه قرار أوباما بالتقدم نحو اتفاق نووي مع إيران، وأدى إلى شرخ عميق بين إسرائيل وإدارة أوباما وأثار غضب الكثيرين في الحزب الديمقراطي.
وقال أحد مستشاري نتنياهو إن الأخير شدد خلال الاجتماع على أنه صد ضغوطا أميركية في الماضي، وسيفعل ذلك مرة أخرى إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وقال إنه "عندما تكون هناك أمور تشكل خطرا على وجودنا، فسنفعل كل ما هو مطلوب".
وباستخدامه عبارة "دولة مستعبدة"، كرر نتنياهو تصريح رئيس الحكومة الأسبق، مناحيم بيغن، أمام السفير الأميركي في تل أبيب، صمويل لويس، في العام 1982، ليعبر عن غضبة من قرار الرئيس الأميركي حينها، رونالد ريغن، بتجميد مساعدات أمنية لإسرائيل في أعقاب قرار إسرائيل ضم هضبة الجولان المحتلة.
ونقل "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إنه يوجد انعدم ثقة عميق بين بايدن ومستشاريه وبين نتنياهو وديرمر. وقال مسؤول إسرائيلي إن جزء كبير من الاتصالات بين طاقم بايدن والحكومة الإسرائيلية حول رفح، في الأسبوعين الأخيرين، يجري في قنوات أخرى، إحداها هو وزير الأمن، يوآف غالانت.
ويزور مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إسرائيل، الأحد المقبل، لإجراء محادثات حول اجتياح رفح، وبعد عدة أيام سيزور وفد إسرائيلي رفيع واشنطن لمناقشة الموضوع نفسه.
التعليقات